الأحد، 25 أكتوبر 2009

دكتاتورية بيوتنا .. سبب لانحراف أبنائنا

إخوتي قبل أن تقرأوا مقالي هذا يجب أن أنبهكم على عدة نقاط لأن الموضوع حساس وقد يسقطه كل شخص على حسب مايفهمه وإن كنت على ثقة عالية بأن القراء ذووا ألباب نيرة وواعية ولكن الذكرى تنفع المؤمنين ولكني حينما وصلت إلى هنا أرتأيت أن أذكر تلك النقاط أسفل الموضوع حتى لانحرق الموضوع .
**
إخوتي :
الدكتاتورية استبداد بالرأي والقول والفعل دون الرجوع لأي رأي أو مجرد استشارة وبيوتنا هذه الأيام وخصوصاً في مجتمعنا قد لا يخلو بعضها أقول بعضها من ذلك وإن كانت الدكتاتورية فيها أقل وطأً من أيام زمان ولكنها موجودة مع أن ديننا الإسلامي الحنيف حث على الشورى في أمورنا وكذلك حث النبي صلوات الله وسلامه عليه على ذلك في عدة مواضع ولعل رأي سلمان الفارسي في حفر الخندق من هذه المواقف ولعل منها ماورد عنه صلى الله عليه وسلم في قوله "المؤمن مرآة أخيه" أو كما قال عليه الصلاة والسلام لعل تلك من أهم مايؤسس لنبذ الدكتاتورية والاستبداد بالرأي في ديننا الحنيف ، وبعض بيوتنا هذه الأيام يكاد لايسمع فيها سوى صوت واحد يأمر وينهى يقدم ويؤخر فنرى :
معظم بناتنا يزوجون دون أخذ أرائهن أو تكاد الموافقة الرسمية من الأب ولا يعد رأي البنت سوى شيء روتيني حتى وإن رفضت سيتم الضغط عليها بالقوة حتى توافق مادام أن الأب يريد هذا العريس( لا أدري هل هو المتزوج ؟)
وإن رفضت سيفسر ذلك عدة تفسيرات لن أخوض فيها وإن وافقت المسكينة بعد الضغط عليها فلن يكون هناك استقرار ولا هدوء وجو أسري راقٍ للأبناء فيما بعد ، وقد تتطور إلى الطلاق فيما بعد .هذه بعض صور الدكتاتورية في بيوتنا وغيرها كثير فلا نرى الأب يستشير أبناءه في شيء (لا أدري هل يرى ذلك ضعفاً ) وكذلك إن أبدى الابن رأيا فغالبا ما يقابل بالرفض بحجة أنه لا يفهم في أمور الحياة وأنه لازال صغيرا أمام أن يقدم رأيا لوالده .
كل هذا يجعل الابن وخصوصا في مرحلة المراهقة التي تجيش فيها انفعالاته وتزداد طاقاته فيها كل ذلك يجعله يتوجه إلى من يسمع صوته ويناقش معه آراءه واستفساراته المختلفة فتبدأ مرحلة الابتعاد عن الأسرة حتى وعن أوامرها حتى الصحيح منها حتى وإن كانت من الثوابت ويذهب لمن يرى أنهم يهتمون بشأنه فينجرف لا قدر الله إلى الهاوية مع رفقاء السوء الذين يبدون اهتماماً كبيرا به حتى يقع بين أيديهم .
(المهم لن أطيل لأني سأتكلم عن المراهقة وكيفية التعامل معها في موضوع قادم إن شاء الله) .
المهم رأينا كيف سببت هذه الدكتاتورية هذه الفجوة التي كانت من أسباب انحراف أبنائنا وهناك العديد من صور الدكتاتورية ((( ولكني لن أكون دكتاتوريا هنا واستبد بالطرح وسأترك مجالا لأسمع بعض تلك الصور وسبيل علاجها )))
*** آسف جدا على الإطالة ولكن الموضوع استدعى هذا الإيضاح شاكرا ومقدرا لكل من قرأ هذا الموضوع وشرفنا وآنسنا برأيه أو حتى انتقاده وليعلم الجميع أن هذا رأي خطر ببالي وأردت أن أطرحه لمن أرى أنهم سيثرونه بأرائهم .
****
نقاط يجب ملاحظتها :
1- أنا لا أدعو هنا للانحلال من روابط الأسرة بقدر ماأدعوا الممسك بزمام الأمور فيها أن يراعي أراء من حوله حتى يحافظ عليهم خصوصا في ظل هذا الزحف الإعلامي الهائل والمستهدف شبابنا .
2- أن يتم أخذ أراء أبنائنا التي لا تتعارض مع شريعتنا الإسلامية .
3- أن يراعي الأبناء الأساليب المناسبة للحوار وأن يتحلوا بآدابه .
4- أن يراعي الأبناء حقوق والدهم مهما اختلفوا معه في الرأي .
5- القوامة بيد رب الأسرة ولكن يقع على عاتقه أن يسعى جاهدا لاحتواء أبنائه قبل أن يحتويهم غيره .
***
ودمتم في رعاية الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق